ما هو جـــ ماع الغيلة وما حكمه ولماذا يخــــاف الرجال منه؟ سبب لن تتوقعه

ما هو جـــ ماع الغيلة وما حكمه ولماذا يخــــاف الرجال منه؟ سبب لن تتوقعه

تعد العلاقة الزوجية أسمى أنواع العلاقات وأكثرها خصوصية بين البشر، فهي علاقة قائمة على العفة والستر لكي تستمر الحياة ولا يتوقف النسل وهذه من حكم الله عز وجل ولكنها محكومة بشروط وواجبات وفي بعض الأحيان قيود

الله عز وجل أحل الجــ ماع بين الرجل وزوجته، قال تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ»، وقال أيضًا سبحانه يوضح ذلك: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ» (البقرة 222).

يتسائل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن ما هو جــ ماع الغيلة؟، فأجاب أحد الشيوخ أن المراد به هو أن يجــ امع الرجل زوجته وهي مــ رضع، أو ترضــ ع المرأة وهي حامل؛ فإنه لا حــ رج في ذلك.

لما في الحديث الذي روته جدامة بنت وهب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن فارس والروم يصنعون ذلك فلا يضــ ر أولادهم”. رواه مسلم.

قال النووي في شرح مسلم: وقال ابن السكيت: هو أن ترضــ ع المرأة وهي حامل، يقال منه: غالت وأغيلت.

قال العلماء: سبب همه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها، أنه يخــ اف من ضــ رر الولد الرضيع، قالوا: والأطباء يقولون: إن ذلك اللبن داء، والعرب تكــ رهه وتتقيه. وفي الحديث جواز الغيلة؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها، وبين سبب ترك النهي.

وقال الزرقاني في شرح الموطأ: فلا يضــ ر أولادهم ذلك شيئًا يعني: لو كان الجــ ماع حال الرضــ اع أو الإرضــ اع حال الحمل مضــ رًّا لضــ رّ أولاد الروم وفارس، لأنهم يصنعون ذلك مع كثرة الأطباء فيهم، فلو كان مضــ رًّا لمنعوهم منه، فحينئذ لا أنهى عنه.

قال عياض: ففيه جوازه إذ لم ينه عنه، لأنه رأى الجمهور لا يضــ ره وإن أضــ ر بالقليل، لأن الماء يكثر اللبن وقد يغيره، والأطباء يقولون في ذلك اللبن إنه داء والعرب تتقيه، ولأنه قد يكون عنه حمل ولا يعرف فيرجع إلى إرضــ اع الحامل المتفق على مضــ رته.

وأخذ الجواز أيضًا من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم: أن رجلًا قال: إني أعزل عن امرأتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تفعل ذلك؟ فقال: أشفق على ولدها أو على أولادها.

فقال: لو كان ذلك ضــ ارًّا ضــ رّ فارس والروم. وقال الباجي: لعل الغيلة إنما تضــ ر في النادر، فلذا لم ينه عنها رفقًا بالناس للمشقة على من له زوجة واحدة

والحاصل: أن الغيلة ليست حــ راما ولا مكــ روهة، حيث لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها، ومَنْ تركها على سبيل الاحتياط للولد فلا حــ رج عليه.

 

عز الدين عمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *