قصة كما تدين تدان – الجزء الثاني

وكان يراها دائمًا في شكل مقـــ زز، وقد اضطرت هذه الأم المسكينة لأن تعمل كطاهية في إحدى المدارس القريبة من المنزل.
والتي صادف أن يدخلها الولد ليتعلم بها، وعندما اكتشف الولد أن والدته تعمل في نفس المدرسة بدأ يخــ في تمامًا عن زملائه.
أن من تقوم بالطهي للتلاميذ هي والدته، لأنه كان يخــ اف من التعليقات ويخجل كثيرًا من شكل عيناها.
في يوم من الأيام سمعت الأم أن أحد التلاميذ قد أصـــ ابه الإغماء في الفصل الذي يدرس فيه ابنها.
فأسرعت لكي تطمئن على ولدها ودخلت إلى الفصل مسرعة، ووجدته بخير فاحتــ ضنته. وهنا عرف كل التلاميذ بأن هذه الطاهية ذات العين الواحدة هي والدة هذا الطفل.
وسرعان ما شعر الولد بعـــ ارها والخجل الذي تسببه له بشكلها وعملها.
وعندما عاد الطفل إلى البيت أخذ يصيح في وجه أمه ويقول لها: إذا كنتي ميــ تة ما كنت تعرضت لمثل هذا الإحــ راج
إنني أتمنى أن تختفي تمامًا من حياتي.
حتى لا أخجل ولا أُحــ رج بسببك، إنك شكلك وعملك جعلنى أضحوكة بين زملاء الدراسة.
صمتت الأم ويملأها الحزن والأسف الشديد، وكان الولد يكرر هذه العبارات على مسامع أمه كل يوم.
وفي كل موقف يتعرض له بسببها، ثم كبر الولد ونجح في دراسته ولأنه كان مجتهدًا فقط. حصل على منحة خارج البلاد
لكي يستكمل الدراسة في إحدى البلاد البعيدة.
وقد فرح الشاب بهذه المنحة لكي يبتعد عن والدته ويدرس ويعمل ويعيش حياته بدونها.
لأنه كان يعتقد أن والدته هي المصدر الوحيد لضيقه وتعاسته