قصة كما تدين تدان – الجزء الثالث

صمتت الأم ويملأها الحزن والأسف الشديد، وكان الولد يكرر هذه العبارات على مسامع أمه كل يوم.
وفي كل موقف يتعرض له بسببها، ثم كبر الولد ونجح في دراسته ولأنه كان مجتهدًا فقط. حصل على منحة خارج البلاد
لكي يستكمل الدراسة في إحدى البلاد البعيدة.
وقد فرح الشاب بهذه المنحة لكي يبتعد عن والدته ويدرس ويعمل ويعيش حياته بدونها.
لأنه كان يعتقد أن والدته هي المصدر الوحيد لضيقه وتعاسته
وبالفعل سافر ودرس وتزوج وعمل في وظيفة مرموقة.
وبعد عدة سنوات شعرت الأم بالحنين إلى ولدها، فقررت أن تسافر له لكي تراه، وترى أحفادها الذين لم تراهم ولا يعرفون عنها شيئًا.
وعندما وصلت الأم إلى بيت ولدها وجدته يعاملها بجــ فاء وسخــ رية وأن أولاده أيضًا يسخــ رون منها.
فمنهم من كان يخــ اف من شكلها ومنهم من كان يفــ زع عندما يراها، وولدها لا يعلق ولا ينهر أبناءه.
وهنا قررت الأم أن تعود إلى وطنها وهي بائسة حـــزينة من فعل ولدها.
وفي إحدى الأيام تعرض الإبن لحــ ادثة قوية جعلته يفقد ساقه ويمشي على ساق من الخشب.
وهنا شعر بالحنين لكي يزور والدته التي أهـــ انها كثيرًا، وخاصًة بعد أن شعر بما كانت تشعر به.
عندما كان ينهــ رها على شكلها الذي لم تتسبب لنفسها به، لأنه هو أيضًا يعاني من نظرات أطفاله إليه بهذا الساق الخشبي.
وبالفعل سافر الابن إلى موطنه القديم، وبينما هو في الطريق إلى بيته قابلته إحدى الجيران وأخبرته بأن والدته قد تــ وفيت.
فلم يصدق الابن نفسه فكيف تتــ وفى ولم يخبره أحد بذلك، فقالت له الجارة وكيف نخبرك وأنت لم تسأل عنها كل هذه الفترة.
لكن أمك لم تنساك فقد تركت لك لدينا خطاب وأوصت إن جئت في يومًا من الأيام أن نعطيه لك، وقد كانت متأكدة بأنك ستجيء.